06‏/07‏/2013

كيف نستقبل رمضان ودولنا مجروحة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[(1). ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[(2).]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[(3). أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد e، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: أيها المسلمون نستعد هذه الأيام لاستقبال شهر رمضان المبارك ، هذا الموسمِ السنوي ، الذي جعله الله جل وعلا موسما للطاعة والعبادة ، وفرصة ً لاغتنام الأجر والثواب ، فضاعف فيه الأجرَ والثوابَ ؛ ترغيبا بالتزود للآخرة والإقبال على الله جل وعلا ، ((فكيف نستقبل رمضان؟ )) علينا أن نستقبل رمضان بأمور عدة أولها : * الإخلاص وتجديد التوبة لله : ينبغي علينا يا عباد الله أن نجعل من رمضان حاجزا بيننا وبين المعاصي ، ونجعلَ منه صفحةً جديدة بيضاء ناصعة . فالإخلاص أيها الأحبة وسلامة النية هي معيارُ العمل فضلا عن المتابعة ، فإذا سَلمتْ النية وأخلصَ الإنسانُ كان العمل مقبولا منه ، وإذا فسدت النية وتهزهز الإخلاص كان العمل هباءً منشورا ، فقد روى أبو خزيمة في صحيحه في الحديث الصحيح عن أبى سعيد الخدري أن النبي e قال:(ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله عن وجهه وبين النار سبعين خريفا ) ثم التوبةَ التوبةَ أيها الأحبة فعلينا تجديدُ توبتِنا لله سبحانه وتعالى في هذا الشهر العظيم. ثم إن الإخلاص والتوبة تقودانُك أيها العبد المؤمن إلى الغايةِ الرئيسية من الصيام ألآ وهي ( التقوى ) فتلكم غاية الصوم وحكمته البالغة ، ولعل هذا السبب في أن الصوم كان لله دون غيره من العبادات حيث قال الله ( الصيام لي وأنا أجزئ به) كما عند الشيخان . *ثانيا : علينا بالصبر ، فإن هذا الشهر شهر الصبر ، فيه يتعلم المسلم هذا الخلق العظيم ، وما أحوجَنا أن نتعلم هذا الخلق ، وان نتحلى به ، وان نجاهد النفس لأجله ، فالمسلم بحاجة إلى الصبر على الطاعة وعلى المعصية وعند المحن والمصائب وقد روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال : ( الصبر صبران : صبر عن المعصية حسن ، وأحسن منه الصبر عن محارم الله ) . *ثالثا:وعلينا أن نترك النميمة وكلَ مسببات بطلان العمل ، فإن هناك رجالا ونساءً ليصومون عن الحلال ويفطرون على الحرام والعياذ بالله . *رابعا: وعلينا ترك الزور ؛ خرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي قال : ( من لم يدع قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامه وشرابه) *خامسا : ولا ننسى أيها الأحبة أن القرآن الكريم بعد أن تحدث عن أحكام الصوم بعدة آيات متوالية أعقبها بقوله:(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:188) ليذكرَنا ربُنا سبحانه انه كما حرم علينا أكلَ الطعام والشراب والجماع في نهار رمضان فقد حرم علينا أكلا ً من نوع آخر ألا وهو أكل أموال الناس بالباطل . *سادسا : ثم علينا بالسُحور فإن النبي e امرنا به معاشر المسلمين فقال فيما يرويه مسلم (تسحروا فإن في السُحور بركة ) ويسن لنا أن نؤخر السحور إلى ما قبل الفجر بفترة قصيرة حيث يستطيع أحدُنا قراءة خمسين آية تقريبا ، هذا فعل نبيكم ، فعن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه النسائي وأصله عند مسلم قال : ( تسحرنا مع رسول الله: ثم قمنا إلى الصلاة قلتُ كم كان بينهما قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية ) والملاحظ على بعض الأسر والأفراد أنهم يؤثرون النوم على السحور ويتكاسلون للقيام إليه وبذلك فهم لا يتشبهون إلا باليهود والنصارى ففي حديث عمرو بن العاص الذي يرويه الإمام مسلم أن رسول الله قال : ( فَضْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلُة السُحَر) مسلم *سابعا : وينبغي علينا أيضا أن نعجل الفُطور فعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله فيما يرويه الإمام مسلم أيضا : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفِطر) وعن أبي هريرة في حديثٍ حسن صحيح عند ابن ماجة (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفِطر فإن اليهود يؤخرون) ولكن بعضَ المسلمين فهموا هذا الحديث فهما خاطئا فيؤثرون الطعام على صلاة المغرب جماعة في المسجد ، فيفطرون فطورا كاملا في بيوتهم ثم يقومون وهم يتمايلون ليصلوا فرادا ، وهذا أيها الأحبة خلاف السنة ، فإن السنة أن تعجل في إنهاء الصوم وكسره ، أي أن تأكل رطبا أو تمرا أو تشرب ماءً أو لبنا ، أو غيرَ ذلك إن لم يتوفر ما ذكرناه على الترتيب ، ثم تأتي المسجد فتؤدي فريضة المغرب جماعة ثم تعود إلى البيت فتكمل إقطارك . *ثامنا : وعلينا أن نعود أولادنا ذكورا وإناثا على الصيام إذا كانوا يطيقونه ؛ فإن الصحابة كانوا يُصّومون أولادهم وهم صغار ، حتى كان الصبي ربما يبكي من الجوع فيعطونه لعبة يتلهى بها ، فإن طاقوا ذلك فَحَسن ، ولكم إن شاء الله اجرُ التأديب والتوجيه . وعليكم أن تتحروا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ولا تصوموا يوم الشك فمن صامه فقد عصى أبا القاسم ، ولا يصومنّ احدكم تطوعا قبل رمضان بيوم او يومين ، هذا والله اعلم ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم من فقهه وعلمه وسنة نبيه الكريم ((أقول ما تسمعون واستغفر الله)) الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد : ما أحوجنا أيها المسلمون ونحن نستقبل شهر الرحمةِ والتضامنِ والجودِ والبذلِ والعطاء أن نستشعر بمصاب المسلمين في شتى بقاع المعمورة ، وإن الغيورَ ليتساءلُ بحرقة وأسى: بأي حالٍ يستقبلُ إخوانُنا المسلمون في الأرض المباركة " فلسطين" شهرَ رمضانَ المبارك، وهم يواجهون العدوان اليهودي الغاشم ضد مقدسات الأمة ومقدراتها هناك؟! بأي حال يستقبل إخواننا في العقيدة على ثرى دمشق وحمص وحما وحلب ودرعا والقصير الجريحة شهرَ رمضانَ المبارك وهم يواجهون المثلث الشيعي الرافضي العلوي، بأي حال يستقبل أبناء جلدتنا في القاهرة والإسكندرية وليبيا وتونس واليمن وفي بقاعٍ كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم؟!...... إني تـذكرت والذكـرى مؤرقـة * مجـداً تليداً بأيديـنا أضعـناه أنّى اتجهت إلى الإسلام في بـلـد * تجده كالطير مقصـوصاً جناحاه كم صرّفـتنا يـدٌ كنا نـُصـرّفـهـا * وبات يحكمنا شعب ملكناه العقل الصهيوني باليد الأمريكية هما المخططان في المنطقة العربية . ما جرى في مصر ليس انقلاب عسكري إنما هو انقلاب يهودي أمريكي مخطط له مدروس .. حيث فوجئ اليهود والأمريكان بقوة التيار الإسلامي وفوجئوا بنجاح مرسي ، ورأوا -وهم الشياطين في التخطيط- أن من غير المناسب لهم مواجهة التيار الإسلامي الثائر القوي ، فاضطروا إلى الاعتراف بالنتيجة . وتسلم مرسي رئاسة الجمهورية. وجلس شياطين اليهود والأمريكان في "أوكارهم" يخططون لإفشال هذه التجربة الإسلامية في مصر ، كما قمعوها في الضفة الغربية ، واستغرق تخطيطهم سنة كاملة من المكائر والمؤامرات!! بمعنى أنهم أحنوا رؤوسهم للعاصفة الإسلامية ،وعملوا على مواجهتها بدهاء الشياطين ، ووضعوا العصي في عجلة عمل مرسي ، وعطلوا عمله ، وواجهوه بالمشكلات والمعوقات اليومية ، ولم يستطع الرجل "المسكين" التقاط أنفاسه لحكمة يريدا الله ، وواجهوه بطوفان يومي من المشكلات... وخططوا للقضاء على تجربة مصر الإسلامية ، واشترك الثالوث الشيطاني في تنفيذ المخطط "الإرهابي" ، وقوى هذا الثالوث هي : العقلية اليهودية الشيطانية ، والذراع الأمريكي الآمر ، والخونة والعملاء و الأذناب والعلمانيون في مصر المنفذون، فجندوا المرتزقة الأغبياء السذج ، فحدث ما حدث. واليهود يخططون بمكر شيطاني خبيث دائما، ويجدون أغبياء ينفذون مخططاتهم بغباء عجيب من جلدتنا ؛ لذا نجحوا في نقل ميدان المواجهة والمعركة من عندهم ، وتوجيهها إلى ميدان آخر ، ومُنحوا بذلك الأمان ـ المؤقت ـ . لقد نجحوا في جعل المعركة في مصر بين العلمانيين والإسلاميين وفي الشام بين السنة و"الرافضة" يشنون الحرب على أهل السنة ، ويجعلونها حرباً "طائفية" تأكل كل شيء ، و الشياطين اليهود ينظرون على هذه النار "المجوسية" التي تحرق الشام ، ومرشحة لأن تحرق العراق والخليج واليمن وغيرها.. لقد أعلنها الرافضة حرباً شاملة على جماهير أهل السنة ، وهي مرشحة لأن تستمر سنوات..هؤلاء الشيعة يحاربوننا نيابة عن اليهود ، وأهل السنة دخلوا هذه الحرب مكرهين . كله من أجل تحقيق المخطط اليهودي الأمريكي للمنطقة الآ وهو "تفتيت" الدول العربية القائمة المحيطة بالكيان اليهودي على أرض فلسطين ، وتقسيم الدولة إلى دول ، وإعادة "ملوك الطوائف" الذين كانوا في الأندلس قبل إخراج المسلمين منها ، حيث كانت كل مدينة "مملكة" مستقلة تحارب المملكة الأخرى . هذا المخطط الشيطاني يعمل على تفتيت وتقسيم العراق ، وهي مقسمة عملياً إلى ثلاثة كيانات ، وها هم أهل السنة سيقيمون دولتهم في غرب العراق ، وسوريا مقسمة عملياً ، وينتظرون إعلان دولها ، ولبنان مقسمة فعلياً ، ويعملون على تقسيم مصر والسعودية واليمن !! وهذه الدول العربية الوليدة ستعيش في "الحضانة" الأمريكية وتحت الحماية "اليهودية" والمشكلة أن الذين ينفذون هذا المخطط الشيطاني هم أغبياء وسذج وعلمانيون وخونة من جلدتنا !! الكثير لا يفهمون حقيقة هذه المعركة الحادة ، ولا يعرفون طبيعتها ، ولا يعرفون هوية أطرافها ، مع أنها معركة خطيرة لها ما بعدها ، ليس على مصر وحدها ولا على سوريا وحدها ، ولكن على عالمنا الإسلامي كله . ومما يجب علينا في شهر رمضان شكرُ نعمةِ الله على ما نعيشه من أمنٍ وأمان في هذا البلد ، وعلينا أن ندعوا الله أن يبقي علينا هذا المن الذي ننعم به . ثم علينا أن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، ما نستطيعه من دعاءٍ وبذل وعطاء ، كيف لا وقد حلَّ فينا شهر الخير والبركة، وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخوانَنا المحتاجين من قريبٍ وبعيد ، فنمدُ لهم يد العون والمساعدة .

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا