30‏/07‏/2013

سنة الاعتكاف في العشر الأواخر

كان صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بالاعتكاف في المسجد تفرغا لعبادة ربه وتحريا لليلة القدر فعن عائشة في الحديث الصحيح الذي يرويه الامام الترمذي قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) وقولها يجاور يعني يعتكف . وفي سنن أبي داود في الحديث الصحيح عنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ). وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على الاعتكاف فعند ابن ماجة ( كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين ) والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة ، والأصل في ذلك قوله تعالى: ( وأنتم عاكفون في المساجد ) ، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه صلى الله عليه وسلم ، وتواتر الآثار عن السلف بذلك ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف آخر العشر من شوال كما عند الشيخين وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة الذي يرويه الامام البخاري: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً) وأفضله آخر رمضان ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وقالت السيدة عائشة: ( السنة في المعتكف أن لا يخرجَ إلا لحاجته التي لا بد له منها ، ولا يعودَ مريضاً ، ولا يمسَ أمراتَه ، ولا يباشرَها ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ) رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن . وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة ، فإن الخروج لها واجب عليه ، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها: ( . . . ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع ) . وللمعتكف أن يضع فراشَه في المسجد ، لما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طُرحَ له فراش ،رواه ابن ماجه والبيهقي وإسناده قريب من الحسن . ويجوز اعتكاف النساء أيضاً ، بشريطة موافقة أوليائهن بذلك ، وأمن الفتنة وأمن الخلوة مع الرجال ؛ للأدلة الكثيرة في ذلك .

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا