كان صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بالاعتكاف في المسجد تفرغا لعبادة ربه وتحريا لليلة القدر فعن عائشة في الحديث الصحيح الذي يرويه الامام الترمذي قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )
وقولها يجاور يعني يعتكف .
وفي سنن أبي داود في الحديث الصحيح عنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ).
وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على الاعتكاف فعند ابن ماجة ( كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين )
والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة ، والأصل في ذلك قوله تعالى: ( وأنتم عاكفون في المساجد ) ، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه صلى الله عليه وسلم ، وتواتر الآثار عن السلف بذلك ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف آخر العشر من شوال كما عند الشيخين
وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة الذي يرويه الامام البخاري: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً)
وأفضله آخر رمضان ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وقالت السيدة عائشة: ( السنة في المعتكف أن لا يخرجَ إلا لحاجته التي لا بد له منها ، ولا يعودَ مريضاً ، ولا يمسَ أمراتَه ، ولا يباشرَها ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ) رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن .
وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة ، فإن الخروج لها واجب عليه ، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها: ( . . . ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع ) .
وللمعتكف أن يضع فراشَه في المسجد ، لما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طُرحَ له فراش ،رواه ابن ماجه والبيهقي وإسناده قريب من الحسن .
ويجوز اعتكاف النساء أيضاً ، بشريطة موافقة أوليائهن بذلك ، وأمن الفتنة وأمن الخلوة مع الرجال ؛ للأدلة الكثيرة في ذلك .
مواضيع أخرى من التصنيف : الرقائق والمواعظ
إرسال تعليق