المستقرئُ لتاريخ الأمم ، والمتأملُ في سجل الحضارات ، يُدرك أن كلاً منها يعيش تقلباتٍ وتغيرات، ويواكبُ بداياتٍ ونهايات، وهكذا الليالي والأيامُ والشهورُ والأعوام، وتلك سننٌ لا تتغير، ونواميسُ لا تتبدل: )يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ( [النور:44].
وها نحن اليوم في بداية العشر الأواخر من رمضان وكان نبيُكم صلى الله عليه وسلم يعظمُ هذا العشر ويجتهدُ فيها ما لا يجتهد في غيرها ، أخرج الامام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) .
فقد كان هديُه صلى الله عليه وسلم أن يخلط العشرين الأوائل بصلاة ونوم فإذا دخل العشرُ الأواخر شد مئزرَه و أحيا ليله و أيقظ أهله .
نعم كان يفعلُ ذلك وهو الذي غَفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر الذي هو اتقى الناس واخشاهم لله ، لعمري فكيف بنا نحن المفرطون المذنبون خرج الامام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ) .
فلنغتنم هذه الليالي والأيام بطاعة الله واتباع سنة حبيبكم صلى الله عليه وسلم
نوّروا هذه الليالي بالقيام والتذلل إلى العزيز الرحمن
واختموها بالتوبة والاستغفار ...............وسألوا اللهَ العفوَ والعتقَ من النار .
مواضيع أخرى من التصنيف : الرقائق والمواعظ
إرسال تعليق