30‏/07‏/2013

وما أدراك ما ليلة القدر ؟

من فضائل العشر الأواخر من رمضان أنه يُتعرض فيها لوجدان ليلة القدر وما ادراك ما ليلةُ القدر ؟ من قامها ايمانا واحتسابا لله تعالى كان قيامُه خيرا من قيام ألف شهر ليس فيها ليلةُ القدر ، فهي خيرٌ من قيام ألف شهر في بركتها وما يفيض فيها المولى الكريم على عباده من الرحمة والغفران وإجابةِ الدعاء وقبولِ الأعمال والعتقِ من النيران روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر ايماما واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) وقد انزل الله في فضل هذه الليلة سورة ً كاملة سماها سورةَ القدر ذكر فيها بعضا من وقائع هذه الليلة المباركة فقال تعالى:(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ؟ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ*سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) وذكرها الله في أوائل سورة الدخان فقال عز من قائل :( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ*رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) . يقول السعدي في قوله تعالى يفرق :( أي يُفَصِلُ ويميز ويكتب كلَ أمرٍ قدري وشرعي حكم الله به ....ويقدر الله في ليلة القدر ما يكون في السنة القادمة ) إهـ وقد حث صلى الله عليه وسلم الصحابةَ رضوان الله عليهم أجمعين بطلبها وتحريها بالوتر من العشر الأواخر ففي الحديث الصحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) . وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الامام البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تَحَرَوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) وفي سنن ابن ماجة 1766 ( صحيح ) في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) . وفي ليلة القدر – أيها الموحدون – تهبط الملائكةُ إلى الأرض وتكون أكثرَ من الحصى روى ابن خزيمة في الحديث الحسن أن النبي قال:( إن الملائكةَ تلك الليلة في الأرض أكثرُ من عددِ الحصى ) ويُروى أنه إذا كانت ليلة ُ القدر نزل جبريل عليه السلام في كبكبة من الملائكة (أي جماعة) يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل) رواه البيهقي في شعب الإيمان ويسن لمن أقامها أن يكثر من الدعاء بقوله ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) فعن عائشة في الحديث الصحيح أنها قالت:( يا رسول الله أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أدعو قال تقولين:اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) وفي رواية ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) ومن صفات ليلة القدر أنها : لا حارةٌ ولا باردة ، ( واضحةٌ صافية مشرقة منيرة – معنى بلجة -) تُصْبِحُ الشمسُ يومَها حمراءَ ضعيفة لا شعاءَ لها . فقد روى الامامُ ابنُ خزيمة في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله e (إني كنتُ أُريتُ ليلةَ القدر ثم نُسِيْتُها وهي في العشر الأواخر من ليلتها وهي : ليلة طَلِقةٌ بَلِجَةٌ لا حارة ٌولا باردة وزاد الزيادي كأن فيها قمرا يَفضحُ كواكبها . وقالا : لا يخرج شيطانها حتى يضيئَ فجرُها ) صحيح لشواهده صحيح ابن خزيمة 2190 وعن عِكرمة عن ابن ِعباس عن النبي e في ليلة القدر : ( ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومَها حمراءَ ضعيفة)صحيح ابن خزيمة 2192 وهو صحيح لشواهده. وفي الحديث الصحيح أيضا : ( صبيحةُ ليلةِ القدر تَطْلُعُ الشمسُ لا شعاعَ لها كأنها طَسْتٌ حتى ترتفع) صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 3754 ( صحيح ) ( طَسْتٌ : هو إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه يغسل فيه . انظر المعجم الوسيط 2/557)

سنة الاعتكاف في العشر الأواخر

كان صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بالاعتكاف في المسجد تفرغا لعبادة ربه وتحريا لليلة القدر فعن عائشة في الحديث الصحيح الذي يرويه الامام الترمذي قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) وقولها يجاور يعني يعتكف . وفي سنن أبي داود في الحديث الصحيح عنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ). وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على الاعتكاف فعند ابن ماجة ( كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين ) والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة ، والأصل في ذلك قوله تعالى: ( وأنتم عاكفون في المساجد ) ، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه صلى الله عليه وسلم ، وتواتر الآثار عن السلف بذلك ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف آخر العشر من شوال كما عند الشيخين وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة الذي يرويه الامام البخاري: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً) وأفضله آخر رمضان ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وقالت السيدة عائشة: ( السنة في المعتكف أن لا يخرجَ إلا لحاجته التي لا بد له منها ، ولا يعودَ مريضاً ، ولا يمسَ أمراتَه ، ولا يباشرَها ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ) رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن . وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة ، فإن الخروج لها واجب عليه ، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها: ( . . . ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع ) . وللمعتكف أن يضع فراشَه في المسجد ، لما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طُرحَ له فراش ،رواه ابن ماجه والبيهقي وإسناده قريب من الحسن . ويجوز اعتكاف النساء أيضاً ، بشريطة موافقة أوليائهن بذلك ، وأمن الفتنة وأمن الخلوة مع الرجال ؛ للأدلة الكثيرة في ذلك .

وجاء الثلث الأخير من رمضان

المستقرئُ لتاريخ الأمم ، والمتأملُ في سجل الحضارات ، يُدرك أن كلاً منها يعيش تقلباتٍ وتغيرات، ويواكبُ بداياتٍ ونهايات، وهكذا الليالي والأيامُ والشهورُ والأعوام، وتلك سننٌ لا تتغير، ونواميسُ لا تتبدل: )يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ( [النور:44]. وها نحن اليوم في بداية العشر الأواخر من رمضان وكان نبيُكم صلى الله عليه وسلم يعظمُ هذا العشر ويجتهدُ فيها ما لا يجتهد في غيرها ، أخرج الامام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) . فقد كان هديُه صلى الله عليه وسلم أن يخلط العشرين الأوائل بصلاة ونوم فإذا دخل العشرُ الأواخر شد مئزرَه و أحيا ليله و أيقظ أهله . نعم كان يفعلُ ذلك وهو الذي غَفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر الذي هو اتقى الناس واخشاهم لله ، لعمري فكيف بنا نحن المفرطون المذنبون خرج الامام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ) . فلنغتنم هذه الليالي والأيام بطاعة الله واتباع سنة حبيبكم صلى الله عليه وسلم نوّروا هذه الليالي بالقيام والتذلل إلى العزيز الرحمن واختموها بالتوبة والاستغفار ...............وسألوا اللهَ العفوَ والعتقَ من النار .

21‏/07‏/2013

لا قضاء على الحامل والمرضع

الحمدُ لله اللطيفِ الرؤوفِ المَنَّانِ ، أحْمَدُه على الصفاتِ الكاملةِ الحِسَان، وأشكرُه على نِعَمِهِ السَّابغةِ وبَالشَّكرِ يزيد العطاء والامْتِنَان، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له المَلِكُ الدَّيَّان، وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ إلى الإِنس والجان، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعينَ لهم بإحسان ما توالت الأزمان، وسلَّم تسليماً كثيرا وبعد : كثيرا ما نُسْأل – في هذه الأيام - عن النساء الحوامل والمرضعات ، هل يجب عليهن الصيام ؟ وهل تقضي إحداهن ما عليها ؟ وهل تقترن الفدية مع القضاء ؟ أم قضاء فقط ؟ أم عليها فدية من غير قضاء ؟ . وللإجابة عن تلك التساؤلات أقول وبالله التوفيق : المرأة الحامل وكذا المرضع ، لها حالتان مع رمضان هما كما يلي : الحالة الأولى : استطاعة الحامل والمرضع الصيام من غير مشقة ولا ضرر يذكر عليها وعلى جنينها إن كانت حامل أو رضيعها إن كانت مرضع . ففي هذه الحالة لا يحق لها الإفطار في نهار رمضان البتة . الحالة الثانية : عدم استطاعتها الصيام ، أو خوفها على نفسها أو على جنينها وكذا رضيعها – ويقدر ذلك بقدره وبنصائح الطبيبة المسلة التقية – . ففي هذه الحالة جاز لها الإفطار - وقد يصل لمرحلة الوجوب – وحينئذ وجبت الفدية ولا قضاء عليها. والفدية هي : إطعام مسكين مكان كل يوم أفطرت فيه . أما الأدلة على وجوب الفدية وعدم وجوب القضاء فهي كما يلي : روى الإمام أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه بسند صحيح عن أَنسِ بن مالكٍ – وهو رجلٌ من بني عَبدِ الله بن كعبٍ ، و ليس أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم- قَال َ: (أَغارتْ عَلَينَا خيلُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فأَتيتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدتُهُ يتغدَّى ، فَقَال َ: (ادنُ فكُلْ). فقلتُ : إِنِّي صائمٌ . فَقَالَ: (إذنُ أُحدِّثكَ عن الصَّومِ أَو الصِّيَام ِ: إِنَّ الله وَضَعَ عن المسافرِ شطرَ الصَّلاةِ ، وعن الحاملِ أَو المرضعِ الصَّومَ أَو الصِّيَامَ) . والله لقد قَالَهُمَا النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كليهما أَو أَحدهما، فيا لَهُفَ نفسي أَنْ لا أَكُونَ طَعِمتُ من طعامِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ). مع أن جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة - رحمهم الله تعالى- يُلحقان الحامل إذا خافت على ما في بطنها والمرضع إذا خافت على رضيعها بالمريض ؛ وحينئذ يجب عليهما ما يجب على المريض من القضاء . إلا أنني لا أميل لهذا الرأي ؛ إذ إن هناك روايات عدة عن الصحابة رضوان الله عليهم صرحوا بوجوب الفدية فقط مع اسقاطهم للقضاء ؛ ومعلوم أن كلام الصحابي مقدم على كلام من بعده لأمرين : أولهما : لاحتمالية سماع ما صرح به عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وبالتالي يأخذ حكم المرفوع . وثانيهما : وإلا فلا يعدو تصريحه فهم ذاتي منه ، ذلك من خلال : فحوى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو بين أظهرهم حينذاك ، وهم أعلم الخلق بخطابه صلى الله وسلم عليه وطريقة تعبيره ومقاصدها ، وإما من خلال فهم الصحابي نفسه لروح الشريعة ومعرفة مقاصدها ؛ وبالتالي يكون فهمه مقدما على جميع الأفهام في الطبقات الأخرى من بعده. قلتُ : هناك روايات لعدد من الصحابة رضوان الله عليهم تدل أن المقصود من الحديث سقوط الصيام بالكلية ولا قضاء بل فدية ، من ذلك : 1 . ما أخرجه الطبري بسند صحيح على شرط مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ( إذا خافت الحامل على نفسها ، والمرضع على ولدها في رمضان قال : يفطران ، ويطعمان مكان كل يوم مسكيناً ، ولا يقضيان صوماً) أخرجه الطبري (3/ 427) وقال شيخنا الألباني في الإرواء : ( إسناده صحيح على شرط مسلم ) انظر الإرواء : (4/19) 2. وقد روى الصحابي سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا قال : ( الحامل والمرضع تفطر ولا تقضي ) رواه الدارقطني في سننه : (2/ 207) برقم : ( 11) وقال : (وهذا صحيح ) . 3. وقد أخبر نافع عن ابن عمر أيضاً بسند جيد : ( أن امرأته سألته وهي حبلى ، فقال : أفطري وأطعمي عن كل يوم مسكينا ، ولا تقضى ) . رواه الدارقطني من طريق أيوب عن نافع : 2/ 207 ، برقم : 14. قال شيخنا في الإرواء : ( إسناده جيد). 4. وقال نافع : ( كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش ، وكانت حاملا فأصابها عطش في رمضان ؛ فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا ) . رواه الدارقطني من طريق عبيد الله عن نافع : 2/ 207 ، برقم : 15. قال شيخنا في الإرواء : ( إسناده جيد). 5. وأخرج الطبري بسند صحيح على شرط مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه : (أنه رَأى أمَّ ولدٍ له حاملا أو مُرضعًا، فقال: أنت بمنزلة الذي لا يُطيقه ، عليك أن تطعمي مكانَ كل يوم مسكينا، ولا قَضَاء عليك) . تفسير الطبري: 3/ 428 . 6. وقد روى الدارقطني في سننه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس– أيضاً- رضي الله عنه : أنه رَأى أمَّ ولدٍ له حاملا أو مُرضعًا، فقال : ( أنتِ من الذين لا يطيقون الصيام عليك الجزاء وليس عليك القضاء ) سنن الدارقطني : 2/ 206 ، برقم : 8 ، وقال : ( إسناده صحيح ) . 7. وقد قال قتادة : ( ذُكر لنا أن ابن عباس قال لأم ولد له حبلى أو مرضع: "أنتِ بمنزلة الذين لا يطيقونه ، عليك الفداءُ ولا صومَ عليك. هذا إذا خافت على نفسها" ). أخرج الطبري بسند صحيح على شرط مسلم : 3/ 429. 8. وعن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله :"وَعلى الذين يُطيقونه فديةٌ طعامُ مسكين"، يقول : (من لم يطق الصوم إلا على جَهد ، فله أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينًا : · والحاملُ · والمرضعُ · والشيخُ الكبيرُ · والذي به سُقمٌ دائم ) . أخرجه الطبري : (3/ 432). 9. وعن عثمان بن الأسود قال : (سألتُ مجاهدًا عن امرأة لي وافقَ تاسعها شهرَ رَمضان ، ووافق حرًّا شديدًا ، فأمرني أن تُفطر وتُطعم. قال : وقال مجاهد : وتلك الرخصة أيضًا في المسافر والمريض ، فإن الله يقول :"وعلى الذين يُطيقونه فديةٌ طعامُ مسكين") أخرجه الطبري : (3/ 432). 10. وعن السدي قال : ( "وَعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعامُ مسكين" ، قال : أما الذين يطيقونه : · فالرجل كان يطيقه وقد صام قَبل ذلك ، ثم يعرض له الوَجع أو العطش أو المرض الطويل . · أو المرأة المرضعُ لا تستطيع أن تصوم . فإن أولئك عليهم مكانَ كل يوم إطعام مسكين ، فإن أطعم مسكينًا فهو خيرٌ له ، ومن تكلف الصيام فصامه فهو خيرٌ له). أخرجه الطبري : (3/ 427). 11. عن سعيد بن المسيب أنه قال في قوله تعالى :"فديةٌ طعامُ مسكين"، قال : (هو : · الكبير الذي كان يصوم فكبر وعجز عنه . · وهي الحامل التي ليس عليها الصيام. فعلى كل واحد منهما طعامُ مسكين : مُدٌّ من حنطة لكلّ يوم حتى يمضيَ رَمضان) . أخرجه الطبري : (3/ 429). هذا والله تعالى أعلم

14‏/07‏/2013

هلُمَّ إلى الغداء المبارك

هلُمَّ إلى الغداء المبارك هناك سنة رمضانية تساهل بها كثير من الأسر والأفراد ، ألا وهي : الــسحــور . فإن كثيرا من الصائمين يؤثرون النوم على السحور ، ويتكاسلون للقيام إليه ، بحجة عدم الاحتياج له ، وهذا مخالف لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث حث صلى الله عليه وسلم على السحور وبين ضرورته ولو لم يجد أحدنا سوى الماء ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا ولو بجَرعة من ماء ) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1058 . وبين صلى الله عليه وسلم أن فيه بركة ولو لم يكن محتاجا له الصائم ، فقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الشيخان : (تسحروا فإن في السُحور بركة ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( البركة في ثلاثة : في الجماعة ، والثريد ، والسحور ) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1052. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على عدم ترك السحور ، فعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلتُ على النَّبي صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم وهو يتسحَّر ، فقَالَ : ( إنَّها بركةٌ أعطاكُمُ اللهُ إيَّاها ؛ فلا تَدَعُوهُ ) أخرجه النسائي وهو صحيح ومن ترك التسحر فقد تشبه باليهود والنصارى ففي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي يرويه الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلُة السَّحَر). وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو بعض أصحابه عليه ، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان ، فقال : "هلُمَّ إلى الغداء المبارك" . صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1054. وبلغ من فضل السحور أن الله يرحم المتسحرين و الملائكة يدعون لهم ، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1053. وقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم السحور بالتمر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم سحور المؤمن التمر ) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1059. ويسن لنا أن نؤخر السحور إلى ما قبل الفجر بفترة قصيرة حيث يستطيع أحدُنا قراءة خمسين آية تقريبا ، هذا فعل نبيكم صلى الله عليه وسلم ، فعن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه النسائي وأصله عند مسلم قال : ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم قمنا إلى الصلاة قلتُ كم كان بينهما قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية ) وعن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت : إن بلالا كان يؤذن بليل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) قال القاسم : ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا. رواه الشيخان . وعن الأعمش عن مسلم قال : ( لم يكونوا يعدون الفجر فجركم ، إنما كانوا يعدون الفجر الذي يملأ البيوت والطرق ) . وعن معمر أنه : كان يؤخر السحور جدا ، حتى يقول الجاهل : لا صوم له. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . الدكتور أنس العمايرة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الأردن - عَمان

06‏/07‏/2013

كيف نستقبل رمضان ودولنا مجروحة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[(1). ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[(2).]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[(3). أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد e، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: أيها المسلمون نستعد هذه الأيام لاستقبال شهر رمضان المبارك ، هذا الموسمِ السنوي ، الذي جعله الله جل وعلا موسما للطاعة والعبادة ، وفرصة ً لاغتنام الأجر والثواب ، فضاعف فيه الأجرَ والثوابَ ؛ ترغيبا بالتزود للآخرة والإقبال على الله جل وعلا ، ((فكيف نستقبل رمضان؟ )) علينا أن نستقبل رمضان بأمور عدة أولها : * الإخلاص وتجديد التوبة لله : ينبغي علينا يا عباد الله أن نجعل من رمضان حاجزا بيننا وبين المعاصي ، ونجعلَ منه صفحةً جديدة بيضاء ناصعة . فالإخلاص أيها الأحبة وسلامة النية هي معيارُ العمل فضلا عن المتابعة ، فإذا سَلمتْ النية وأخلصَ الإنسانُ كان العمل مقبولا منه ، وإذا فسدت النية وتهزهز الإخلاص كان العمل هباءً منشورا ، فقد روى أبو خزيمة في صحيحه في الحديث الصحيح عن أبى سعيد الخدري أن النبي e قال:(ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله عن وجهه وبين النار سبعين خريفا ) ثم التوبةَ التوبةَ أيها الأحبة فعلينا تجديدُ توبتِنا لله سبحانه وتعالى في هذا الشهر العظيم. ثم إن الإخلاص والتوبة تقودانُك أيها العبد المؤمن إلى الغايةِ الرئيسية من الصيام ألآ وهي ( التقوى ) فتلكم غاية الصوم وحكمته البالغة ، ولعل هذا السبب في أن الصوم كان لله دون غيره من العبادات حيث قال الله ( الصيام لي وأنا أجزئ به) كما عند الشيخان . *ثانيا : علينا بالصبر ، فإن هذا الشهر شهر الصبر ، فيه يتعلم المسلم هذا الخلق العظيم ، وما أحوجَنا أن نتعلم هذا الخلق ، وان نتحلى به ، وان نجاهد النفس لأجله ، فالمسلم بحاجة إلى الصبر على الطاعة وعلى المعصية وعند المحن والمصائب وقد روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال : ( الصبر صبران : صبر عن المعصية حسن ، وأحسن منه الصبر عن محارم الله ) . *ثالثا:وعلينا أن نترك النميمة وكلَ مسببات بطلان العمل ، فإن هناك رجالا ونساءً ليصومون عن الحلال ويفطرون على الحرام والعياذ بالله . *رابعا: وعلينا ترك الزور ؛ خرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي قال : ( من لم يدع قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامه وشرابه) *خامسا : ولا ننسى أيها الأحبة أن القرآن الكريم بعد أن تحدث عن أحكام الصوم بعدة آيات متوالية أعقبها بقوله:(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:188) ليذكرَنا ربُنا سبحانه انه كما حرم علينا أكلَ الطعام والشراب والجماع في نهار رمضان فقد حرم علينا أكلا ً من نوع آخر ألا وهو أكل أموال الناس بالباطل . *سادسا : ثم علينا بالسُحور فإن النبي e امرنا به معاشر المسلمين فقال فيما يرويه مسلم (تسحروا فإن في السُحور بركة ) ويسن لنا أن نؤخر السحور إلى ما قبل الفجر بفترة قصيرة حيث يستطيع أحدُنا قراءة خمسين آية تقريبا ، هذا فعل نبيكم ، فعن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه النسائي وأصله عند مسلم قال : ( تسحرنا مع رسول الله: ثم قمنا إلى الصلاة قلتُ كم كان بينهما قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية ) والملاحظ على بعض الأسر والأفراد أنهم يؤثرون النوم على السحور ويتكاسلون للقيام إليه وبذلك فهم لا يتشبهون إلا باليهود والنصارى ففي حديث عمرو بن العاص الذي يرويه الإمام مسلم أن رسول الله قال : ( فَضْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلُة السُحَر) مسلم *سابعا : وينبغي علينا أيضا أن نعجل الفُطور فعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله فيما يرويه الإمام مسلم أيضا : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفِطر) وعن أبي هريرة في حديثٍ حسن صحيح عند ابن ماجة (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفِطر فإن اليهود يؤخرون) ولكن بعضَ المسلمين فهموا هذا الحديث فهما خاطئا فيؤثرون الطعام على صلاة المغرب جماعة في المسجد ، فيفطرون فطورا كاملا في بيوتهم ثم يقومون وهم يتمايلون ليصلوا فرادا ، وهذا أيها الأحبة خلاف السنة ، فإن السنة أن تعجل في إنهاء الصوم وكسره ، أي أن تأكل رطبا أو تمرا أو تشرب ماءً أو لبنا ، أو غيرَ ذلك إن لم يتوفر ما ذكرناه على الترتيب ، ثم تأتي المسجد فتؤدي فريضة المغرب جماعة ثم تعود إلى البيت فتكمل إقطارك . *ثامنا : وعلينا أن نعود أولادنا ذكورا وإناثا على الصيام إذا كانوا يطيقونه ؛ فإن الصحابة كانوا يُصّومون أولادهم وهم صغار ، حتى كان الصبي ربما يبكي من الجوع فيعطونه لعبة يتلهى بها ، فإن طاقوا ذلك فَحَسن ، ولكم إن شاء الله اجرُ التأديب والتوجيه . وعليكم أن تتحروا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ولا تصوموا يوم الشك فمن صامه فقد عصى أبا القاسم ، ولا يصومنّ احدكم تطوعا قبل رمضان بيوم او يومين ، هذا والله اعلم ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم من فقهه وعلمه وسنة نبيه الكريم ((أقول ما تسمعون واستغفر الله)) الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد : ما أحوجنا أيها المسلمون ونحن نستقبل شهر الرحمةِ والتضامنِ والجودِ والبذلِ والعطاء أن نستشعر بمصاب المسلمين في شتى بقاع المعمورة ، وإن الغيورَ ليتساءلُ بحرقة وأسى: بأي حالٍ يستقبلُ إخوانُنا المسلمون في الأرض المباركة " فلسطين" شهرَ رمضانَ المبارك، وهم يواجهون العدوان اليهودي الغاشم ضد مقدسات الأمة ومقدراتها هناك؟! بأي حال يستقبل إخواننا في العقيدة على ثرى دمشق وحمص وحما وحلب ودرعا والقصير الجريحة شهرَ رمضانَ المبارك وهم يواجهون المثلث الشيعي الرافضي العلوي، بأي حال يستقبل أبناء جلدتنا في القاهرة والإسكندرية وليبيا وتونس واليمن وفي بقاعٍ كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم؟!...... إني تـذكرت والذكـرى مؤرقـة * مجـداً تليداً بأيديـنا أضعـناه أنّى اتجهت إلى الإسلام في بـلـد * تجده كالطير مقصـوصاً جناحاه كم صرّفـتنا يـدٌ كنا نـُصـرّفـهـا * وبات يحكمنا شعب ملكناه العقل الصهيوني باليد الأمريكية هما المخططان في المنطقة العربية . ما جرى في مصر ليس انقلاب عسكري إنما هو انقلاب يهودي أمريكي مخطط له مدروس .. حيث فوجئ اليهود والأمريكان بقوة التيار الإسلامي وفوجئوا بنجاح مرسي ، ورأوا -وهم الشياطين في التخطيط- أن من غير المناسب لهم مواجهة التيار الإسلامي الثائر القوي ، فاضطروا إلى الاعتراف بالنتيجة . وتسلم مرسي رئاسة الجمهورية. وجلس شياطين اليهود والأمريكان في "أوكارهم" يخططون لإفشال هذه التجربة الإسلامية في مصر ، كما قمعوها في الضفة الغربية ، واستغرق تخطيطهم سنة كاملة من المكائر والمؤامرات!! بمعنى أنهم أحنوا رؤوسهم للعاصفة الإسلامية ،وعملوا على مواجهتها بدهاء الشياطين ، ووضعوا العصي في عجلة عمل مرسي ، وعطلوا عمله ، وواجهوه بالمشكلات والمعوقات اليومية ، ولم يستطع الرجل "المسكين" التقاط أنفاسه لحكمة يريدا الله ، وواجهوه بطوفان يومي من المشكلات... وخططوا للقضاء على تجربة مصر الإسلامية ، واشترك الثالوث الشيطاني في تنفيذ المخطط "الإرهابي" ، وقوى هذا الثالوث هي : العقلية اليهودية الشيطانية ، والذراع الأمريكي الآمر ، والخونة والعملاء و الأذناب والعلمانيون في مصر المنفذون، فجندوا المرتزقة الأغبياء السذج ، فحدث ما حدث. واليهود يخططون بمكر شيطاني خبيث دائما، ويجدون أغبياء ينفذون مخططاتهم بغباء عجيب من جلدتنا ؛ لذا نجحوا في نقل ميدان المواجهة والمعركة من عندهم ، وتوجيهها إلى ميدان آخر ، ومُنحوا بذلك الأمان ـ المؤقت ـ . لقد نجحوا في جعل المعركة في مصر بين العلمانيين والإسلاميين وفي الشام بين السنة و"الرافضة" يشنون الحرب على أهل السنة ، ويجعلونها حرباً "طائفية" تأكل كل شيء ، و الشياطين اليهود ينظرون على هذه النار "المجوسية" التي تحرق الشام ، ومرشحة لأن تحرق العراق والخليج واليمن وغيرها.. لقد أعلنها الرافضة حرباً شاملة على جماهير أهل السنة ، وهي مرشحة لأن تستمر سنوات..هؤلاء الشيعة يحاربوننا نيابة عن اليهود ، وأهل السنة دخلوا هذه الحرب مكرهين . كله من أجل تحقيق المخطط اليهودي الأمريكي للمنطقة الآ وهو "تفتيت" الدول العربية القائمة المحيطة بالكيان اليهودي على أرض فلسطين ، وتقسيم الدولة إلى دول ، وإعادة "ملوك الطوائف" الذين كانوا في الأندلس قبل إخراج المسلمين منها ، حيث كانت كل مدينة "مملكة" مستقلة تحارب المملكة الأخرى . هذا المخطط الشيطاني يعمل على تفتيت وتقسيم العراق ، وهي مقسمة عملياً إلى ثلاثة كيانات ، وها هم أهل السنة سيقيمون دولتهم في غرب العراق ، وسوريا مقسمة عملياً ، وينتظرون إعلان دولها ، ولبنان مقسمة فعلياً ، ويعملون على تقسيم مصر والسعودية واليمن !! وهذه الدول العربية الوليدة ستعيش في "الحضانة" الأمريكية وتحت الحماية "اليهودية" والمشكلة أن الذين ينفذون هذا المخطط الشيطاني هم أغبياء وسذج وعلمانيون وخونة من جلدتنا !! الكثير لا يفهمون حقيقة هذه المعركة الحادة ، ولا يعرفون طبيعتها ، ولا يعرفون هوية أطرافها ، مع أنها معركة خطيرة لها ما بعدها ، ليس على مصر وحدها ولا على سوريا وحدها ، ولكن على عالمنا الإسلامي كله . ومما يجب علينا في شهر رمضان شكرُ نعمةِ الله على ما نعيشه من أمنٍ وأمان في هذا البلد ، وعلينا أن ندعوا الله أن يبقي علينا هذا المن الذي ننعم به . ثم علينا أن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، ما نستطيعه من دعاءٍ وبذل وعطاء ، كيف لا وقد حلَّ فينا شهر الخير والبركة، وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخوانَنا المحتاجين من قريبٍ وبعيد ، فنمدُ لهم يد العون والمساعدة .

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا