14‏/07‏/2013

هلُمَّ إلى الغداء المبارك

هلُمَّ إلى الغداء المبارك هناك سنة رمضانية تساهل بها كثير من الأسر والأفراد ، ألا وهي : الــسحــور . فإن كثيرا من الصائمين يؤثرون النوم على السحور ، ويتكاسلون للقيام إليه ، بحجة عدم الاحتياج له ، وهذا مخالف لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث حث صلى الله عليه وسلم على السحور وبين ضرورته ولو لم يجد أحدنا سوى الماء ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا ولو بجَرعة من ماء ) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1058 . وبين صلى الله عليه وسلم أن فيه بركة ولو لم يكن محتاجا له الصائم ، فقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الشيخان : (تسحروا فإن في السُحور بركة ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( البركة في ثلاثة : في الجماعة ، والثريد ، والسحور ) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1052. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على عدم ترك السحور ، فعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلتُ على النَّبي صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم وهو يتسحَّر ، فقَالَ : ( إنَّها بركةٌ أعطاكُمُ اللهُ إيَّاها ؛ فلا تَدَعُوهُ ) أخرجه النسائي وهو صحيح ومن ترك التسحر فقد تشبه باليهود والنصارى ففي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي يرويه الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلُة السَّحَر). وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو بعض أصحابه عليه ، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان ، فقال : "هلُمَّ إلى الغداء المبارك" . صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1054. وبلغ من فضل السحور أن الله يرحم المتسحرين و الملائكة يدعون لهم ، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1053. وقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم السحور بالتمر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم سحور المؤمن التمر ) صححه شيخنا في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1059. ويسن لنا أن نؤخر السحور إلى ما قبل الفجر بفترة قصيرة حيث يستطيع أحدُنا قراءة خمسين آية تقريبا ، هذا فعل نبيكم صلى الله عليه وسلم ، فعن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه النسائي وأصله عند مسلم قال : ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم قمنا إلى الصلاة قلتُ كم كان بينهما قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية ) وعن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت : إن بلالا كان يؤذن بليل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) قال القاسم : ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا. رواه الشيخان . وعن الأعمش عن مسلم قال : ( لم يكونوا يعدون الفجر فجركم ، إنما كانوا يعدون الفجر الذي يملأ البيوت والطرق ) . وعن معمر أنه : كان يؤخر السحور جدا ، حتى يقول الجاهل : لا صوم له. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . الدكتور أنس العمايرة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الأردن - عَمان

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا