03‏/11‏/2012

هل يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد متعطرة


هل يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد متعطرة

فضيلة الشيخ :هل يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد متعطرة
الجواب:
الحمد لله رب العالمين ، الإله الحق المبين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين .
يحرم على الأنثى أن تخرج من بيتها متعطرة لأي سبب من الأسباب ، ومهما كانت نيتها ، ومهما كانت وجهتها حتى ولو لأقدس البقاع وهي بيوت الله جل وعلا . لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليُوجد ريحها لم يُقبل منها صلاةٌ حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة) [رواه الإمام أحمد وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث محتمل للتحسين]..
و لا يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: (ليُوجد ريحها) أنها إن قصدت بتعطرها التعرض للرجال حرم ذلك ، وإن لم تقصد أبيح ذلك ولا حرج عليها ، لا ليس هذا المعنى لأن هناك رواية أخرى للحديث رواها الإمام الدارمي من حديث أبي موسى وصححه حسين سليم أسد تقول : (... فيوجد ريحها...) فهذه الرواية تدل بشكلٍ قاطع على تحريم خروج المرأة من بيتها متعطرة، سواءٌ بنية التعرض للرجال أم بغير نية لأن الحديث يقول: (فيوجد ريحها) وهذا الوجدان يحصل سواء بقصد أو بغير قصد.
وقد ورد حديث آخر من غير هذه الجملة عند ابن ماجه بسند صحيح : (أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل)
ومما يدل على حرمة التعطر للنساء وحتى ولو كان خروجهن للمسجد قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أيّما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة). كما عند مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمسَّ طيبا) . رواه مسلم .
حتى أن الأمر بلغ من شدته جواز إرجاعها من الطريق إن أمكن ذلك ، فضلا عن أن صلاتها غير مقبولة حتى تغتسل فعن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث الحسن : "أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال: يا أمة الجبار، المسجد تريدين؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت؟ قالت: نعم، قال فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل".
بل الواجب عليها إن خرجت للمسجد أن تخرج بالضوابط الشرعية متسترة ومحتشمة غير متطيبة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات) ومعنى (تفلات) أي : غير متطيبات . كما قال ابن فارس في المقاييس.

وبالله التوفيق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

 

التاريخ : 16 شعبان 1432 هـ

الموافق :18/7/2011م
الشيخ الدكتور
أنــس الـعـمـايـرة
 
موضوع الفتوى: تعطر المرأة.
فتوى رقم : ع ش7 /110/2011

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا