03‏/11‏/2012

ما هو هدي النبي في رؤية الشخص لفتاة يريد أن يخطبها

ما هو هدي النبي في رؤية الشخص لفتاة يريد أن يخطبها

الجواب :

نحمد الله ونصلي ونسلم على أنبيائه ورسله ونستفتح بالذي هو خير ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير وبعد:

أباح الإسلام للخاطب أن يرى من مخطوبته ما يدعوه إلى نكاحها ويُرغّبه فيه ، مما يراه منها محارمها ، ولا يكون ذلك إلا بعد الخطبة ، والموافقة المبدئية من قبل المخطوبة ووليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنظرت إليها) ؟
قال: لا .
قال : (فاذهب فانظر إليها ، فإن في أعين الأنصار شيئا)) رواه مسلم برقم : 1424 وغيره .


وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها فقال : " اذهب فانظر إليها ؛ فإنه أجدر أن يؤدم بينكما " ( أي : تدوم بينكما المودة والعشرة )
 فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وأخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهما كرها ذلك .
 قال : فسمعتْ ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر وإلا فأنشدك كأنها أعظمت ذلك .
قال : فنظرت إليها فتزوجتها) رواه ابن ماجة في سننه برقم : (1866 ) وفي رواية له بلفظ ( أحرى) برقم : (1865) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : (859) .


ولا يشترط علمها بالنظر إليها ، بل له أن ينظر إليها من دون علمها ، لحديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(إذا خطب أحدكم المرأة ، فلا جناح عليه أن ينظر إليها ، إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط برقم : (911) ، وكنز العمال برقم : (44525 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : (507 ) .

 وعن جابر رضي الله عنه قال : ( قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل"
 فخطبت امرأة من بني سليم فكنت أتخبأ لها في أصول النخل حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها) رواه أبو داود في سننه برقم : (2082) ، وأحمد برقم : (14626) ، والمستدرك على الصحيحين برقم : (2696) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي .

أما ما لم يظهر له منها فله أن يرسل نساء لذلك ؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل بعض النساء ليتعرفن بعض ما يخفى من العيوب ، فعن أنس رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة فبعث امرأة لتنظر إليها فقال : ( شمي عوارضها وانظري إلى عرقوبيها ) رواه أحمد برقم : (13448)، والبيهقي في سنن الكبرى برقم : (13279) ، وكنز العمال برقم : (44575) ، ومسند عبد ابن حميد برقم : (1388) ، والمستدرك على الصحيحين برقم : (2699) وقال:هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجا .

قال ابن منظور:(والعَوارِضُ:الثَّنايا سُمِيت عَوارِضَ لأَنها فـي عُرْضِ الفَم. و العَوارِضُ:ما وَلِـيَ الشِّدْقَـيْنِ من الأَسنان، وقـيل: هي أَرْبع أَسْنان تَلـي الأَنـيابَ ثم الأَضْراسُ تَلـي العَوارِضَ. وقال اللـحيانـي: العَوارِضُ من الأَضْراسِ، وقـيل: عارِضُ الفَمِ ما يبدو منه عند الضحك؛ وقال شمر في شرح الحديث:(هي الأَسنان التـي فـي عُرْضِ الفم وهي ما بـين الثنايا والأَضراس، وأحدها عارضٌ،أَمَرَها بذلك لتَبُورَ به نَكْهَتَها وريح فَمِها أَطَيِّبٌ أَم خَبـيث) . انظر: لسان العرب:7/180.
أما (عرقوبيها) فيقول ابن منظور:(عقب عقب:عَقِبُ كُلِّ شيءٍ،و عَقْبُه،و عاقِبتُه،و عاقِبُه، و عُقْبَتُه، و عُقْباهُ،و عُقْبانُه:آخِرُه....... والـجمعُ: العَواقِبُ ......و  أَعقابٌ، لا يُكَسَّر علـى غير ذلك. ..... و عَقِبُ القَدَم و عَقْبُها: مؤَخَّرُها، مؤنثة، مِنْه.... وفـي الـحديث:أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَـيْم لتَنْظُرَ له مرأَةً،فقال:انْظُري إِلـى عَقِبَـيْها،أَو عُرقُوبَـيها؛قـيل:لأَنه إِذا اسْودَّ عَقِباها، اسودَّ سائرُ جَسَدها)انظر:لسان العرب 1/611.

 هذا والله أعلم وبالله التوفيق .

 

التاريخ :7 رجب 1433 هـ

الموافق :1/1/2012م
الشيخ الدكتور
أنــس الـعـمـايـرة
 
موضوع الفتوى:رؤية المخطوبة.
فتوى رقم : ع ش1 /146/2012

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا