02‏/11‏/2012

سقوط صلاة الجمعة والظهر إذا اجتمع العيد و الجمعة في يوم واحد


سقوط صلاة الجمعة والظهر إذا اجتمع العيد و الجمعة في يوم واحد

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
 إذا كان العيد يوم الجمعة فإن من أدى صلاة العيد سقطت عنه صلاة الجمعة ، وهو بالخيار إما أن يصلي الجمعة أو أن يتركها ؛ ذلك ظاهر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه أبو داود وابن ماجه وصححه شيخنا الألباني رحمه الله ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ؛ فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون) ومعنا مجمعون : مصلو الجمعة .
 ففي الحديث ترخيص في عدم صلاة الجمعة لمن صلى صلاة العيد .
 ويعضد هذا الحديث حديث إياس بن أبي رملة الشامي - الذي أخرجه أبو داود وابن ماجه وهو صحيح بشواهده كما قال شيخنا الألباني رحمه الله - أنه قال : ( شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم قال :
أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم ؟
قال زيد : نعم .
قال معاوية : فكيف صنع ؟
قال زيد : صلى العيد ، ثم رخص في الجمعة فقال : من شاء أن يصلي فليصل ) .
 وكان من الصحابة من يأخذ بهذه الرخصة فلا يخرج لصلاة الجمعة ، من هؤلاء ابن الزبير ، فعن عطاء بن أبي رباح قال : ( صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد ، في يوم جمعة أول النهار ، ثم رحُنا إلى الجمعة ، فلم يخرج إلينا ، فصلينا وحدنا ، وكان ابن عباس بالطائف ، فلما قدم ذكرنا ذلك له ، فقال : أصاب السنة) رواه أبو داود وصححه شيخنا .
 فابن الزبير لم يخرج لصلاة الجمعة ولم يصلها ، وكذا لم يصل الظهر أيضا ، ذلك تصريح عطاء في حديث آخر رواه أبو داود وصححه شيخنا وفيه يقول عطاء : ( اجتمع يوم جمعة ويوم فطر ، على عهد ابن الزبير فقال : (( عيدان اجتمعا في يوم واحد ، فجمعهما جميعا ، فصلاّهما ركعتين بُكرة ، لم يزد عليهما حتى صلى العصر)  وهذا الحديث دل على أنه لم يصل الظهر ، وقد أقر له بذلك ابن عباس في الحديث السابق . والله تعالى أعلم .

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا