بسم الله الرحمن
الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
كثير من الأئمة
في أيام عيد الأضحى يقتصرون التكبير عقب الصلوات المفروضة ويحددونها بثلاث تكبيرات
فقط . وفي ذلك عدة أخطاء ، نبينها على عجالة :
الخطأ
الأول : حصر التكبير في أيام العيد وأيام التشريق
، وهذا من ضعف الفقه ؛ إذ إن التكبير وكذا
التسبيح والتحميد
والتهليل يُسن من بداية شهر ذي الحجة لا في يوم العيد وأيام التشريق فقط ؛
فقد روى البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني في الكبير بإسناد جيد قولَ النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما من أيام
أعظمُ عند الله ولا أحبُ إلى الله العملَ فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من
التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير) .
وعند أحمد ٍ والطبراني عن ابن ِعباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما من أيام ٍ أعظم
عند الله سبحانه من هذه الأيام العشر ، فَكْثِروا
فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) قال صاحب الترغيب : "إسناده جيد" ، "و قال في المجمع
: "رجاله رجال الصحيح".
لذا
قال
البخاري : (كان ابنُ عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق
في أيام العشر يكبران ويكبر الناسُ بتكبيرهما) . وليس معنى ذلك أن الناس كانوا يكبرون تكبيرا جماعيا ،
إنما كانوا يكبرون بسبب تكبيرهما ، فكانا رضي الله عنهما يذكران الناس بالتكبير.
يتبين مما سبق أن التكبير غير مخصوص
بأيام العيد والتشاريق بل هو لسائر العشر ، إلا أنه يتأكد في أيام التشريق لقول الله جل وعلا : (واذكروا الله في أيام
معدودات) فهي أيام التشريق. وهذا يقودنا للخطأ الثاني وهو :
الخطأ الثاني : اقتصار التكبير
عقب الصلوات المفروضة في أيام التشريق ، وكذا تحديدها بثلاث
تكبيرات فقط . مع أن الله يقول
: (واذكروا الله في أيام
معدودات) والذكر هنا ليس مقيدا عقب الصلوات بل هو ذكر عام كالعشر الأوائل لذا قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (أيام التشريق أيام أكل وشرب ، وذكر لله) . فلم يقل
ذكر لله عقب الصلوات المفروضة فقط !!!
الخطأ الثالث : التكبير
الجماعي الموحد ، فالجهر
بالتكبير وارد - كما كان يفعل ابنُ عمر وأبو هريرة في السوق- ، لكن لا يشرع فيه
الاجتماع وتوحيد الكلمات ، ولا حرج من تداخل الكلمات فيما بينها واختلاط الألفاظ .
وبعد هذا البيان : نصيحتي لكل إمام مسجد أن يحرص على إظهار سنن
المصطفى صلى الله عليه وسلم وخاصة المهجورة منها ، فعليهم أن يوجهوا الناس ويربوهم
على السنن ، ويذكرونهم بضرورة التكبير التسبيح والتحميد والتهليل وذكر الله في
جميع العشر الأوائل وكذا أيام التشريق ، ويكون ذلك في البيت والمسجد والسوق
والشارع ، وبصوت مرتفع ومتوسط وخفي ، وغير جماعي وغير موحد ، وبالله التوفيق .
إرسال تعليق