02‏/11‏/2012

خطأ شائع عند كثير من أئمة المساجد في عيد الأضحى


خطأ شائع عند كثير من أئمة المساجد في عيد الأضحى

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
 كثير من الأئمة في أيام عيد الأضحى يقتصرون التكبير عقب الصلوات المفروضة ويحددونها بثلاث تكبيرات فقط . وفي ذلك عدة أخطاء ، نبينها على عجالة :
 الخطأ الأول : حصر التكبير في أيام العيد وأيام التشريق ، وهذا من ضعف الفقه ؛ إذ إن التكبير وكذا  التسبيح والتحميد والتهليل يُسن من بداية شهر ذي الحجة لا في يوم العيد وأيام التشريق فقط ؛ فقد روى البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني في الكبير بإسناد جيد قولَ النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما من أيام أعظمُ عند الله ولا أحبُ إلى الله العملَ فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير) .
وعند أحمد ٍ والطبراني عن ابن ِعباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما من أيام ٍ أعظم عند الله سبحانه  من هذه الأيام العشر ، فَكْثِروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)  قال صاحب الترغيب : "إسناده جيد" ، "و قال في المجمع : "رجاله رجال الصحيح".
 لذا قال البخاري : (كان ابنُ عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناسُ بتكبيرهما) . وليس معنى ذلك أن الناس كانوا يكبرون تكبيرا جماعيا ، إنما كانوا يكبرون بسبب تكبيرهما ، فكانا رضي الله عنهما يذكران الناس بالتكبير.
 يتبين مما سبق أن التكبير غير مخصوص بأيام العيد والتشاريق بل هو لسائر العشر ، إلا أنه يتأكد في أيام التشريق  لقول الله جل وعلا : (واذكروا الله في أيام معدودات) فهي أيام التشريق. وهذا يقودنا للخطأ الثاني وهو :
 الخطأ الثاني :  اقتصار التكبير عقب الصلوات المفروضة في أيام التشريق ، وكذا تحديدها بثلاث تكبيرات فقط . مع أن الله يقول : (واذكروا الله في أيام معدودات) والذكر هنا ليس مقيدا عقب الصلوات بل هو ذكر عام كالعشر الأوائل لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أيام التشريق أيام أكل وشرب ، وذكر لله) . فلم يقل ذكر لله عقب الصلوات المفروضة فقط !!!
 الخطأ الثالث : التكبير الجماعي الموحد  ، فالجهر بالتكبير وارد - كما كان يفعل ابنُ عمر وأبو هريرة في السوق- ، لكن لا يشرع فيه الاجتماع وتوحيد الكلمات ، ولا حرج من تداخل الكلمات فيما بينها واختلاط الألفاظ .
  وبعد هذا البيان : نصيحتي لكل إمام مسجد أن يحرص على إظهار سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وخاصة المهجورة منها ، فعليهم أن يوجهوا الناس ويربوهم على السنن ، ويذكرونهم بضرورة التكبير التسبيح والتحميد والتهليل وذكر الله في جميع العشر الأوائل وكذا أيام التشريق ، ويكون ذلك في البيت والمسجد والسوق والشارع ، وبصوت مرتفع ومتوسط وخفي ، وغير جماعي وغير موحد ، وبالله التوفيق .

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا