02‏/11‏/2012

أحكام الأضحية



أحكام الأضحية
 
  نحمد الله ونصلي ونسلم على أنبيائه ورسله ، ونستفتح بالذي هو خير : ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، وبعد :

الحكمة من الأضحية
لكل عبادة من العبادات ، ولكل حكم من الأحكام حِكْمة أو حِكَم جليلة ، إلا أنها قد تخفى علينا لقصور عقولنا من مراد الشارع ، وقد تظهر لنا ، ونحن مأمورون بتلك العبادة وهذا الحكم من غير معرفة الحكم ، إلا أنه لا بأس من معرفة حكمة فرضيتها ؛ لما لذلك من الأهمية .
ومما يظهر لي من حكم هذه الشعيرة ، شعيرة الأضحية ما يلي :

  1. مساعدة الفقراء في يوم العيد ، حيث يوزع عليهم شيئا منها .
  2. التوسعة على الأهل والعيال في أيام العيد .
  3. التحويج للبيت وتوفير اللحوم فيه لأسابيع متتالية بعد العيد . ودليل هذه الثلاث قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سلمة بن الأكوع : ( كلوا ، وأطعموا ، وادَّخِروا) رواه الشيخان.
  4. تعويضا من الله ورحمة منه سبحانه وتعالى لمن حرم من أداء مناسك الحج في ذلك العام .
  5. فيها من معاني الوحدة ما فيها ؛ حيث يشارك المسلمون في شتى بقاء المعمورة الحجيجَ في بعض شعائر الحج .
وتكون الأضحية من:
  1. الإبل (الجمال )
  2. أو البقر
  3. أو الضأن ( البياض )
  4. أو المعز ( السمار ) .
شروط الإجزاء

  • الشروط الأول : أن تبلغ السن المعتبر شرعا . وهي كما يلي :
    • ففي الإبل : خمس سنين . وتجزئ عن سبع أشخاص.
    • وفي البقر سنتان . وتجزئ عن سبع أشخاص أيضا.
    • وفي المعز سنة . وتجزئ عن الشخص الواحد وأهل بيته فقط الأحياء والأموات .
    • وفي الضأن نصف سنة . وتجزئ عن الشخص الواحد وأهل بيته فقط الأحياء والأموات.
     
  • الثاني : أن تكون سليمة من العيوب .
    وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه البراء بن عازب حيث قال رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم : (أربعٌ لا تجوز في الأضاحي : العوراءُ البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسيرة وفي لفظ والعجفاء التي لا تنقي ) رواه الخمسة وصححه الترمذي>

    1. العور البين : هو الذي تبرز معه العين أو تنخسف .
      فأما إذا كانت لا تبصر بها ولكن لا يتبين العور فيها فإنها تجزئ ولكنها تكره .
    2. المرض البين : هو : الذي يظهر أثره على البهيمة إما في أكلها أو مشيها أو غير ذلك من أحوالها . مثل : الجرب سواء كان قليلا أو كثيرا .
      أما المرض اليسير الذي لا يظهر أثره على البهيمة فإنه لا يُمنع ولكن السلامة َمنه أفضل .
    3. العرج البين : هو الذي لا تستطيع البهيمة معه معانقة الصحيحات>
    4. لعجفاء : أي : الضعيفة الهزيلة . فإذا كانت البهيمة هزيلة ليس في عظمها مخ فإنها لا تجزئ عن الأضحية .
فهذه العيوب التي تمنع من الإجزاء ، ويأخذ حكمها ما كان مثلها أو أشد منها كالعمياء أو مقطوعة اليدين أو الرجلين .... أو ما أصابها شيء تموت فيه كالجرح العميق أو الساقطة من جبل أو المضروبة على رأسها فغمي عليها ...... فهذه العيوب وأمثالها بمعنى العيوب الأربعة الواردة في الحديث .

وهناك عيوب أخرى لا تمنع من الاجزاء ولكنها توجب الكراهية مثل :

أما غير ذلك من العيوب فمغفور عنها ، لكنها توجب الكراهية ، مثل : قطع الأذن ، شق الأذن ، كسر القرن ، سقوط شيء من الأسنان ، ومقطوعة الذنب من الإبل والبقر والمعز.

  • الشرط الثالث أن تقعَ في الوقت المحدد للتضحية شرعا .

    • وهو : من الفراغ من صلاة العيد وينتهي وقتها بغروب الشمس من اليوم الثالث بعد العيد .
    • وأفضل وقت لها بعد فراغ الإمام من الخطبتين .
    • والذبح في النهار أفضل ويجوز في الليل هذا .
أحكام عند الذبح:
  1. يتحسن أن يذبح صاحب الأضحية أضحيته بيده ، فإن لم يكن يحسن فليحضر ذبحها . فإذا ذُبحت عنه وهو غائب فلا بأس.
  2. عليك أن تحد السكين لكن ليس أمامها ، ولا تذبحها وأختها تنظر إليها .
  3. يستحب أن تستقبل بها القبلة .
  4. وأن يضجعها على جنبها الأيسر ، وأن يضع قدمه اليمنى على جانبها الأيمن . أو على حسب ما يتيسر لك ويكون أريح لها . هذا بالنسبة لغير الإبل ، أما الإبل : فالسنة أن ينحرها وهي قائمة معقولة اليسرى .
  5. ولا تلوي يدها على عنقها من خلفها عند الذبح ؛ فإن ذلك تعذيب لها وإيلام بلا فائدة .
  6. ولا تسلخ أو تكسر رقبتها قبل أن تموت .
  7. عليك أن تسمي عند الذبح وتكبر فإذا أضجعتها فقل : ( بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك ، اللهم هذا عن فلان أو فلانه ) هذه التسمية الواردة ، وإذا ذبحتها ونويت بقلبك أجزأت النية .
  8. وعليك أن تذبح برفق ، وذلك بإمِرار السكين بقوة وسرعة.
  9. عليك إسالة الدم منها . ويكون ذلك : بقطع الحلقوم - وهو مجرى النفس - وقطع المرئ - وهو مجرى الطعام - .
  10. ولا تعطِ الجزار منها ، بل أعطه أجرته مالا ، وأعطه من الأضحية إن شئت هدية إن كان غنيا أو صدقة إن كان فقيرا .


واللهَ نسأل أن يتقبل منا ومنكم ومن جميع المسلمين آمين آمين ، والحمد لله رب العالمين .

إرسال تعليق

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا